دراسة بحثية
مجمع البحرين (رأس محمد)
موقع لقاء
نبي الله موسى والخضر- عليهم السلام
مقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
( ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم
وموعظة للمتقين ) - النور 34
----------------------------------------
الحمد لله رب العالمين وسبحان الله رب العرش العظيم , سبحان الذى
تقدس عن الأشباه ذاته ونزه عن مشابهة الأمثال صفاته , ولا تخفى عليه الأسرار ولا
تدركة الأبصار وكل شىء عنده بمقدار , وصلى الله وسلم على سيدنا محمد نبى الرحمة
وهادى الأمة وكاشف الغمة وسلم تسليما كثيرا ....
وبعد ......
ما من شىء فى هذا الكون ظاهرة وباطنة من أسرار وعلوم وقف عندها حدود
العقل البشرى حائرا مستغرابا الا وذكرت فى القرآن الكريم وما عليك ايها العقل
البشرى الضعيف امام قدرة الله العظيم إلا أن تؤمن بعظمة اعجاز القرآن وقدرة الله
تعالى في سرد أخبار الأمم السابقة
وتاريخهم بأدق التفاصيل وأعجاز في البيان لأحداث حدثت قبل نزول القرآن وقبل بعثة
النبى محمد صلى الله عليه وسلم بألاف السنين , وسيظل القرآن الكريم يحوى فى أعماقة
أسرار هذا الكون ظاهرة وباطنة كاأعماق المحيط الذى يحتوى على كنوز ثمينة من العلوم
والمعرفة لمن أراد الابحار فى علوم القرآن الكريم للبحث عن حقيقة هذا الكون واخذ
العبر من أمم كانت تمشى على نفس الارض وخلفت ورائها تاريخ وماضى لا يستحق أن ينسى
, وقد كرم الله مصر أن جعلها أرض الديانات والأنبياء ومن أهم قصص الانبياء
والتاريخ التى حدثت على أرض مصر وذكرت بالقرآن الكريم قصة نبى الله موسى أحد أولى
العزم من الرسل .
لقد
ذكر الله تعالى قصة النبى موسى علية السلام
وأحداث بني إسرائيل في أكثر من سورة في القرآن الكريم خاصة بعد التحريف
الذي تعرضت له التوراة وتسبب ذلك في اختلافات وأخطاء تاريخية فادحة, وكان القرآن
الكريم الكامل المكمل لجميع الديانات التي سابقته يروى هذه الحقائق المحرفة بعد
ألاف السنين ليظهر الاسلام انه حقا الدين المكمل لجميع الدينات
({إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ
أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً
بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ }آل عمران19)
(إِنَّ
هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ
يَخْتَلِفُونَ)
وأحداث
قصة نبى الله موسى والخضر لم تحظى بالدراسة والبحث نتيجة إغفال وتجاهل التوراة
لهذا الحدث الهام فى حياة موسى علية السلام , ومن أسباب إغفال قصة النبي موسى مع
الخضر في التوراة هي إنكار أهل الكتاب لتعلم النبي موسى من الخضر وذلك لاعتقادهم
أن ذلك فيه انتقاص من قدر النبي موسى , وهذا عكس ما أوضحة الاسلام فى تزود النبى
موسى بالعلم الغايبى الغير مادى وكان من نتيجة
إغفال هذه الأحداث في التوراة , لم يتقدم أحد من الباحثين الغربيين بدراسة هذه
الأحداث وتحديد موقع اللقاء الذي يعد من أهم المناطق الجيولوجية والتاريخية في
العالم وظل موقع الحدث مجهول وعرضه للعابثين بالتاريخ
و جاء القرآن الكريم الكامل المكمل لجميع
الديانات البشرية , ليظهر الحقائق التاريخية المجهولة مكانا وزمنا ويجيب بالعلم
والمنطق على كل االتسألات التى حيرت المؤرخين .
َ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا
كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ
كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{111
لقد أخص
الله تعالى نبيه الكريم موسى عليه السلام بمعجزات عديدة فى رحلة النبوة فهو كليم
الله واحد أولى العزم من الرسل وكلمه الله تكليما وبرغم ما أودى نبى الله موسى من
معجزات النبوة الا انه يتحول فى قصة لقاء الخضر من نبى مرسل الى طالب علم يتواضع
امام معلمه وصابر على مشقة طلب العلم , ويتبع هنا المعلم أسلوب الصمت المبهم ويفعل
ولا يفسر أويتحدث لدرجة أن أفعال المعلم وصلت فى عين موسى لمرتبة الجرائم البشرية
التى لا يصدقها العقل وهذا العلم الذى يتلقاه موسى ليس العلم القائم على الحسابات والتحليلات العلمية ولغة الأرقام والعمليات
الحسابية والكيفية وحساب المنطق للحكم على الظواهر الكونية بل سيتعلم موسى علم أخر
علم الغيبيات علم يصعب على العقل التحليلى فهمه وادراكه بحساب المنطق وحساب
الكيفية والكمية ولا يدركه العقل التحليلي البشرى المتواضع أمام قدرة وعلم الله
سبحانة
ورحلة موسى لتلقى العلم من الخضر من أهم الرحلات فى
التاريخ وان لموقع هذا اللقاء لأهمية عظيمة بعظمة ذكرة فى القرآن الكريم وحدوث
معجزات تخرق قوانين الطبيعة المادية
(أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي
الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا
أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي
السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً }فاطر44
ولهذا كان موضوع الدراسة
البحثية المقدمة ومحاولة اعادة البحث العلمى حول القضايا المتعلقة بالتاريخ البشرى
والأثتناد للقرآن الكريم كأهم مصدر للحضارة الانسانية واستخدام الوسائل الحديثة
لتصحيح النظريات التاريخية لاثبات الحقائق
التى تفيد حاضرنا ومستقبلنا
ونسأل الله التوفيق لما يحب
ويرضى وأن يكون هذا البحث المتواضع بتواضع امكانياتة نواة بحثية لمزيد من الأبحاث
العلمية التى تفيد حاضرنا ومستقبلنا
الفصل الأول
عرض النظريات القديمة لموقع لقاء موسى والخضر
يتناول هذا القسم عرض بعض الآراء والنظريات القديمة
حول موقع لقاء النبي موسى والخضر والرد عليها بالنقد والتحليل التاريخى
النقد
التاريخى وتصحيح النظريات القديمة , لا يعنى الأساءة للعلماء الأجلاء والمؤرخين السابقين فقد قامت
نظرياتهم باجتهادات شخصية في عصر كان يفتقر للتقنيات الحديثة في البحث العلمي كما
يوجد الأن في عصرنا الحديث من تطور تقني من وسائل ايضاح حديثة للبحث والتنقيب
والتحليل والتصوير الفضائي وغيرة من علوم متطورة أفادت البشرية , وقد حث الإسلام
وأوضح القران الكريم في آيات كثيرة علي ضرورة إعمال العقل فيما يرى ويسمع الإنسان
وفيه تأكيد على ضرورة الحجة والبرهان ووجوب التثبت وتأمل الأمم السابقة والاستفادة
من تاريخ الماضي .
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ
يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى
الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }الحج – 46
أختلف
العلماء والمفسرون فى تحديد الموقع التاريخى للقاء نبى الله موسى والخضر عليهم السلام
وتم وضع عدة افتراضات حول موقع مجمع البحرين وثار الكثيرا من الجدل حول هذه القضية
الهامة والمهمشة تاريخيا , وفى وسط هذه
الافتراضات لم يتحدد تحديدا موقع اللقاء التاريخى وظل موقع الحدث مجهول تاريخيا , وظهرت فى الآونة الأخيرة على شبكة الانترنت فى
عدة مواقع لها قاعدة اتصالات واسعة مواقع تبث نفس النظريات القديمة ومعلومات
مغلوطة تشير إلى أماكن مختلفة دون الاستناد إلى أدلة تاريخية أو علمية وقد انتشرت
هذه المعلومات بسبب تقنية الاتصالات الحديثة وأصبحت هذه القضية عرضه للعابثين
بالتاريخ دون التحقق واجراء البحث عليها ونشر نظريات اجتهادية
ومنقولة عن روايات ولا تستند لحقائق علمية وتستوجب النقد والتحليل التاريخي .
أولا:
طرح النظريات القديمة حول موقع مجمع البحرين :-
قال
العلماء والمفسرين مثل (الألوسى - الطبري – عن مجاهد وقتادة )
أن مجمع
البحرين :
هما بحر فارس مما يلي المشرق
وبحر الروم مما يلي المغرب . وقال محمد بن كعب القرظى مجمع البحرين عند طنجة فى أقصى
بلاد المغرب ( مضيق جبل طارق حاليا ) .
وقال غيرهم من
العلماء : هما البحران ( الكر والرس بأرمنية ) وقيل بحر القلزم ( البحر الأحمر )
نص ماجاء بأقوال العلماء والمؤرخين :
قَالَ مُجَاهِد . قَالَ اِبْن عَطِيَّة : وَهُوَ ذِرَاع
يَخْرُج مِنْ الْبَحْر الْمُحِيط مِنْ شِمَال
إِلَى جَنُوب فِي أَرْض فَارِس مِنْ وَرَاء أَذْرَبِيجَان , فَالرُّكْن الَّذِي
لِاجْتِمَاعِ الْبَحْرَيْنِ مِمَّا يَلِي بَرّ الشَّام هُوَ مَجْمَع الْبَحْرَيْنِ
عَلَى هَذَا الْقَوْل ( أى الخليج الفارسي والبحر
المتوسط ) . وَقِيلَ : هُمَا بَحْر الْأُرْدُنّ
وَبَحْر الْقُلْزُم . وَقِيلَ : مَجْمَع الْبَحْرَيْنِ عِنْد طَنْجَة ;
قَالَ مُحَمَّد بْن كَعْب . وَرُوِيَ عَنْ أُبَيّ بْن كَعْب أَنَّهُ
بِأَفْرِيقِيَّة . وَقَالَ السُّدِّيّ : الْكُرّ وَالرَّسّ بِأَرْمِينِيَّة وقيل
بحر القلزم . أخرج
عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {مجمع البحرين} قال: بحر فارس والروم، هما بحر المشرق والمغرب .وأخرج
ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس مثله. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن أبي بن
كعب في قوله: {مجمع
البحرين} قال:
أفريقية. وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن
كعب في قوله: {مجمع
البحرين} قال:
طنجة. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في
قوله: {مجمع
البحرين} قال:
الكر والرس
ونستخلص من كل هذه الافتراضات
وجود نظريتين هما الأكثر تقاربا بين العلماء
النظرية الأولى
ألون الأحمر: مكان لقاء نبي الله موسى مع
الخضرفى
( بحر الروم ) كما تقول نظرية طنجة
النظرية الثانية
الدائرة الحمراء: نظرية قتادة أن مجمع
البحرين عند ( بحرفارس)
التقاء خليج عمان مع الخليج العربى الفارسى
ثانيا : النقد والتحليل
التاريخى لنظرية طنجة وبحر فارس :-
1- النقد العلمى :
قد
أستندت هذه النظريات الى خرائط قديمة ومشوشة جغرافيا كما هو موضح بصور الخرائط
أرقام 1/2/3/4 للخرائط العربية والجنبية والتى رسمت منذ قرون , ويتضح كم كانت
المعلومات الجغرافية مغلوطة وغير دقيقة قديما كما هو موضح بالصور وتخالف الحقائق
الجغرافيا المعروفة الأن ويتضح من الخرائط القديمة رسم البحر الأحمر بدون خلجان (
خليج العقبة – خليج السويس ) كما هو موضح بخريطة فايسل شكل رقم 3
كما أن هذه النظرات يشوبها الخطاء التاريخى وذلك لبعدها عن مسرح
الأحداث داخل أراضى سيناء خاصة وأن الكتب المقدسة و القرآن الكريم أورد بالنص
أحداث قصة بنى اسرائيل وحكم الله عليهم بالتيه لمدة أربعين سنة داخل سيناء , كما
أشار القرآن الكريم بالوصف عن موقع القاء المسمى ( مجمع البحرين ) باعجاز لغوى شديد الدقة وهذه الاسم لا ينطبق
جغرافيا فى أى مكان فى العالم الا فى رأس محمد كما أن الحقيقة الجغرافية لمنطقة طنجة
وبحر فارس لا يتناسب مع التوصيف القرآنى فى أحداث هذه القصة وسياتى شرح ذلك فى الفصل الثانى بمنهج الدراسة .
وهذه
التفسيرات وان كان يشوبها العيب والشطط فى التفسير لعلماء هذا الزمن فهذا فى حد
ذاته يعتبر اجتهادات تحسب لهم لما يملكونة
من علوم ومعطيات علمية محدودة فى عصر كان يفتقر للعلم ومحدودية البحث ووسائل
متقدمة تساعد على التفسير والتحليل
2- المناقشة والتحليل :-
قال الله تعالى ( وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ
بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لَّا تَخَافُ دَرَكاً
وَلَا تَخْشَى{77} فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ
الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ{78} وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى{79} يَا
بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ
جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى{80}
كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ
عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى) 77-81 طه
وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن
طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ }المؤمنون20
وَمَا
كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنتَ
مِنَ الشَّاهِدِينَ }القصص44
مسرح أحداث بنى اسرائيل:
من المعروف تاريخيا كما جاء بالقرآن الكريم والكتب المقدسة ان أحداث قصة بنى اسرائيل وقعت جميعها بعد
الخروج من مصر فى سيناء وحكم التيه التى حكم بها الله على بنى اسرائيل بعد تحولهم
من الشعب المختار الى الشعب المغضوب عليهم بعد رفض أوامر الله والتذمر على النبى
موسى وعبادة العجل وغيرة من أفعال أغضبت الله ونبيه موسى على بنى اسرائيل وربما
وقعت أحداث موسى والخضر فى بدايات حكم التيه أربعين سنة على أرض سيناء .
و يوضح السرد القرآنى للأحداث مراحل تباعية غاية فى الدقة والتوصيف ولا تتناسب
منطقيا مع بعد المسافة لنظرية طنجة وبحر فارس , فكيف ينتقل موسى سيرا على الأقدام بمحازة الشاطئ
من صحراء سيناء إلى المغرب وما هي الفترة الزمنية لبلوغه هذه المنطقة وكيف يعبر
موسى حدود مصر والمرور بها فى ظل حكم وارثة رمسيس الثانى ( الأسرة التاسعة عشر و
الاسرة العشرين عصر الدولة الحديثة ) وفيها مخاطرة كبيرة على النبى موسى أو يوشع , وكيف يغيب نبى بني إسرائيل كل هذه الفترة الزمنية وهم قوم
كثيري التذمر والتمرد وما كان موسى ليتركهم كل هذه الفترة الزمنية ولهم أكثر من سابقة تمرد وتذمر كما أورد القرآن
الكريم فى قولة
تعالى :
َ( ووَاعَدْنَا مُوسَى
ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ
أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي
وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِين ) 142- الأعراف
وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ
هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ
الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي{90} قَالُوا لَن نَّبْرَحَ
عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى ) 90 -91 طه
فبمجرد أن تأخر عنهم موسى
لمدة عشرة أيام حدثت واقعة الشرك وعبادة العجل فكيف يتركهم فترة زمنية وهو يعلم
طبيعة قومة
وهذا يبين ضعف نظرية اللقاء فى طنجة
وكما
ذكرنا سابقا أن العلماء والمؤرخين القدماء قد بنو نظرياتهم فى تحديد موقع اللقاء
على روايات السلف وعلى معلومات جغرافية غير دقيقة وتخالف الحقائق الجغرافية
المعروفة حاليا .
الرد على شبهه ابهامات القرآن فى سرد قصة موسى
والخضر
يقول كثير من العلماء والباحثين فى
العصر الحديث أن السياق القرآن قد أبهم
تحديد المكان والزمان وضبب أسماء الأشخاص
في سرد أحداث لقاء موسى والخضر , بينما فى الحقيقة أن القران الكريم أوضح
ببلاغة ودقة فى التوصيف تحديد المكان
والزمان لأحداث هذا اللقاء التاريخى فقد
ذكر القرآن الكريم بالمدلول اللفظى ما يشير الى التحديد المكانى والزمانى والقرآن الكريم يثبت كل يوم اعجازة العلمى فى اللغة التى نزل بها واعجازة اللغوي البالغ الدقة , ويوجد فى آيات القران فى سرد القصة الكثير من
الكلمات التى لها مدلول مكانى وزمانى ومراحل تتابعية فى القصة وحوارات متبادلة تسهل
رسم خريطة للاحداث مثل :
توصيف مكانى :-
1- ( حتى أبلغ مجمع
البحرين )
2- ( فلما بلغا مجمع
بينهما )
3- ( أرءيت اذ أوينا الى الصخرة )
4- ( واتخذ سبيله فى البحر عجبا )
5-
( فارتدا على ءاثارهما قصصا )
توصيف زمانى :-
1-
( لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضى حقبا )
2- ( قال لفته ءاتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا
نصبا )
وكما هو موضح أن النص القرآنى أوضح فى التعبير والمعيار اللفظى
لتحديد الأماكن مثال ( مجمع البحرين -
الصخرة – شاطى البحر- أثار الاقدام ) وكذا تحديد زمنى دقيق مثل قولة تعالى
(فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ
لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً)6
هل صاحب يوشع بن نون النبى موسى فى
رحلتة مع الخضر ؟
يجيب القرآن الكريم بعبقرية اعجاز اللغة العربية فى قولة تعالى
(فَلَمَّا بَلَغَا - نَسِيَا حُوتَهُمَا - فَارْتَدَّا ) أى موسى ويوشع
هَلْ أَتَّبِعُكَ ) اى قول موسى للخضر ولم يقول
له هل نتبعك - ( فَانطَلَقَا
حَتَّى إِذَا رَكِبَا السَّفِينَةِ)
وقول الله تعالى فأنطلقا أى موسى والخضر وتقررت الكلمة في سرد
أحداث رحلة موسى مع الخضر ثلاث مرات فى الثلاث قضايا التى حدثت بين موسى والخضر
اثناء رحلتهم
وهكذا تتضح عبقرية القرآن الكريم فى دقة البلاغة فى سرد قصة
موسى والخضر .
الفصل الثانى
منهج الدراسة
البحثية
مقدمة تاريخية
تبدءا فصول رحلة النبي موسى وبني إسرائيل على أرض
سيناء بمعجزة العبور وانشقاق البحر عند نقطة البحيرات المرة الصغرى وغرق فرعون مصر
وجنوده (وَإِذْ
فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ
وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ) البقرة –50
يعتمد هذا البحث على تبنى نظرية أن فرعون التسخير
والخروج هو رمسيس الثاني وذلك لوجود عدة أدلة قرآنية تؤكد حقيقة وشخصية فرعون موسى , ومن ثم يسهل التحديد الزمنى للأحداث موضوع الدراسة .
ذكرت أحداث بنى اسرائيل فى
الكتب المقدسة ولم يذكر التاريخ المصري أي ذكر أوأخبار عن بني إسرائيل إلا في أثر
وحيد للملك مرنبتاح ويثار حوله الكثير من الجدل بين الباحثين إلا انه يعتبر الشاهد
الأثارى الوحيد الذي ذكر فيه اسم إسرائيل
.
ومرنبتاح هو ابن رمسيس الثاني
وخليفته في الحكم وجاء ذكر بني إسرائيل في السطر رقم 27 في لوحة مرنبتاح والمحفوظة
بالمتحف المصرى والذي جاء نصه ( وسهل يزريل أقفر ولم يعد له بذور )
ما يعنى أن مرنبتاح قاد جيشه لمطاردة والانتقام من بني إسرائيل بعد غرق والدة
رمسيس الثاني ومالقيه الشعب المصرى من معجزات التسع آيات لموسى التى أصابت قوم
فرعون وتشير المصادر الأثارية قيام الملك مرنبتاح فى أول حكمة بقيامة بحملة تأدبية
فى فلسطين .
وعودة إلى النبى موسى وبني إسرائيل في الجانب الأخر من سيناء اتجه
موسى عليه السلام وبني إسرائيل جنوبا بمحازة الساحل الشرقي لخليج السويس ولم يتجه
موسى مباشرا إلى ارض فلسطين والواقعة تحت النفوذ المصري وذلك لموعد وقدر قد قدرة
الله لبنى اسرائيل (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ
وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَاعَلَيْكُمُ الْمَنَّ
وَالسَّلْوَى{ طه- 80
وبينما الملك مرنبتاح وجيشه
يسلك الطريق الدولي القديم بمنطقة السهول الشمالية لمطاردة بني إسرائيل كان موسى وقومه
في مأمن من الفرعون بين جبال جنوب سيناء
و سيبقى نبي الله موسى وبني إسرائيل
على أرض سيناء لمدة تدوم حوالي 40 سنة تيه
وعدة شهور والمرجح تاريخا أن يتزامن دخول بنو اسرائيل سيناء في العام 1225 قبل
الميلاد تقريبا (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً
يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ) المائدة 26
ومنذ ذلك التاريخ سيسجل التاريخ على أرض سيناء أروع الأحداث
الدينية والتاريخية التى شهدتها البشرية ومن هذه الأحداث قصة لقاء نبى الله موسى
والعبد الصالح الخضر وهو موضع هذا البحث .
السرد التاريخى
للقاء النبى موسى والخضر
بالكتاب والسنة
ماجاء بالقرآن الكريم فى قصة النبى موسى والخضرعليهم السلام
ذكرت قصة لقاء موسى والخضر فى القرآن
الكريم فى سورة الكهف فى 13 أيه كريمة من الأيات 60/ 82 وبدأءت القصة بذكر موقع اللقاء الذى لا يقل أهمية عن أحداث هذه القصة التى ثار
حولها الكثير من الجدل والتهميش التاريخى وبرغم ذكرها فى القرآن الكريم
والسنة . لم تحظى
هذه الاحداث التاريخية بالدراسة والبحث
مما أوقع على هذه الأحداث ظلم تاريخى مازال قائم حتى الأن لدرجة ان كثيرا من الناس بل وفى العالم لا
يعرفون شىء عن لقاء موسى والخضر .
النص القرآنى
( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى
أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً{60} فَلَمَّا
بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي
الْبَحْرِ سَرَباً{61} فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا
لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً{62} قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ
فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ
وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً{63} قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى
آثَارِهِمَا قَصَصاً{64} فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً
مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً{65} قَالَ لَهُ
مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً{66} قَالَ إِنَّكَ
لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً{67} وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً{68} قَالَ
سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً {69} – الكهف
ما جاء فى السنة الشريفة :-
حدثنا أبي بن كعب أنه
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن موسى قام خطيباً في بني
إسرائيل فسئل : أي الناس أعلم ؟ فقال :أنا . فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه
، فأوحى الله إليه ، إن لي عبداً بمجمع البحرين هو أعلم منك . قال موسى : يارب . .
فكيف لي به ؟ قال : تأخذ معك حوتاً فتجعله في مكتل فحيثما فقدت الحوت فهو ثم ،
فأخذ حوتاً فجعله في مكتل ، ثم انطلق وانطلق معه فتاه يوشع ابن نون ، حتى إذا أتيا
الصخرة وضعا رءوسهما فناما . واضطرب الحوت في المكتب ، فخرج منه فسقط في البحر ،
واتخذ سبيله في البحر سرباً . وأمسك الله عن الحوت جرية الماء ، فصار عليه مثل
الطاق فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بالحوت ، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما .
حتى إذا كان من الغد قال
موسى لفتاه : " آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا " قال ولم يجد
موسى النصب حتى جاوز المكان الذي أمره الله به ، فقال له فتاه : " أرأيت إذ
أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله
في البحر عجبا " قال : فكان للحوت سرباً ، ولموسى ولفتاه عجباً فقال له موسى
: " ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا " .
قال : فرجعا يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة ، فإذا رجل مسجى بثوب فسلم عليه موسى ، فقال الخضر ، وأنى بأرضك السلام ؟ قال : أنا موسى . قال : موسى بني إسرائيل ؟ قال : نعم ، أتيتك لتعلمني مما علمت رشداً : " قال إنك لن تستطيع معي صبرا " يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه أنت ، وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه .
فقال موسى : " ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا "
قال : فرجعا يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة ، فإذا رجل مسجى بثوب فسلم عليه موسى ، فقال الخضر ، وأنى بأرضك السلام ؟ قال : أنا موسى . قال : موسى بني إسرائيل ؟ قال : نعم ، أتيتك لتعلمني مما علمت رشداً : " قال إنك لن تستطيع معي صبرا " يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه أنت ، وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه .
فقال موسى : " ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا "
مجمع البحرين
راس
محمد - عبقرية المكان
ليس بغريب أن تذكر رأس محمد بالقرآن
الكريم
وهى البقعة الساحرة التى
رسمتها الطبيعة بقدرة الله سبحانة وتعالى لتتناغم
فيها الرمال الذهبية والشواطى اللازوردية في مشهد يشكل أروع بقاع العالم الطبيعية
والغنية بالتنوع البيولوجى للكائنات الحية
كما أن التنوع الجيولوجى
بفعل الأخدود الافريقى والفرق بين عمق خليج العقبة وخليج السويس واختلاف ملوحة
المياة بينهم وأعتناق مياة الخلجين فى موقع رأس محمد جعل منها بيئة غنية بالتنوع
البيولوجى للمئات من الأسماك الاستوائية والشعاب المرجانية التى شكلت النظم الايكولوجية
الفريدة فى العالم وهى جنة من جنات الله فى الأرض والاعماق
منهج
الدراسة
التحليل اللغوى والعلمى للنص القرآنى :-
1- (وَإِذْ
قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ
أَمْضِيَ حُقُباً ) 60
والمتحدث هو النبى موسى لفتاه يوشع وقوله لا أبرح تعنى فى صحيح اللغة لا
أَبْرَحُ أَفْعَلُ
ذاك، أي لا أزال أفْعَلُه فأن كان يسير لن يتوقف عن السير حتى يصل لمبتغاه أى مجمع
البحرين او يمضى حقبا
أى يظل يسير زمنا طويلا , و الحُقْبُ
بالضم: ثمانون سنة، ويقال أكثر من ذلك، والجمع حِقاب
فتاه موسى ورفيق رحلتة :-
هو يوشع بن نون فتاه النبى موسى واحد النقباء الاثنى عشر المذكورين فى القرآن
الكريم والذى بعثه النبى موسى على رأس
فرقة الاستطلاع لمعرفة طبيعة الأرض المقدسة وقوة العدو وتجهيزاتة ( وَلَقَدْ أَخَذَ
اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً
وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ
الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً
حَسَناً لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ
ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ{المائدة - 12}
وقد أعتمد عليه موسى فى شؤنة العسكرية والتنظمية لجماعات بنى
اسرائيل فى احصاء وتجهيز الشعب لدخول الأرض المقدسة بينما أوكل أمور الدين
والكهنوت لاخية هارون عليه السلام ويوشع بن نون هو خليفة موسى على بنى اسرائيل بعد
رحيلة وهو الذى سيقود بنى اسرائيل لدخول الأرض المقدس
ويبدو أنه اثناء سير موسى
ويوشوع جن عليهم الليل فأقترح يوشع المبيت والراحة حتى الصباح ولكن موسى ابى وصمم
على المضى حتى يصل لمجمع البحرين لذلك كان رد النبى موسى لا أبرح حتى أبلغ مجمع
البحرين
التحليل اللفظي
لمجمع البحرين
فى صحيح اللغة لفظ مجمع تعنى : (جَمَعْتُ الشيءَ المتفرقَ فاجْتَمَعَ ) أى المجمع ما جمع بين أثنين
أو أكثر وهذا الوصف القرآنى للفظ مجمع البحرين فيه اعجاز
لغوى دقيق فكلمة مجمع البحرين لا تنطبق جغرافيا الا فى رأس محمد وهى مجمع خليجى
العقبة والسويس فى بحر واحد حيث أورد
القرآن الكريم لفظ مجمع وليس التقاء مثل التقاء مياه الآنهار مع البحار أو التقاء
البحار مع المحيطات عند المضايق قال تعالى
( مَرَجَ
الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ - بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَان} 20الرحمن
12 فاطر{وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ
شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ)
ولفظ مجمع يختلف عن لفظ التقاء مثل التقاء البحر المتوسط مع
المحيط الأطلنتى عند مضيق جبل الطارق ( نظرية طنجة القديمة ) أو التقاء خليج
البحرين مع خليج عمان ( نظرية بحر فارس ) وهما خليجان يلتقيان مع بعضهم البعض ولا
يجتمعان فى بحر أو محيط واحد كما هو الوضع
الجغرافى فى رأس محمد حيث يجتمعان مياة
خليج العقبة وخليج السويس فى البحر الأحمر وهكذا يتبين دقة التوصيف القرآنى
واعجازة اللفظى والعلمى ويتضح الفرق بين الالتقاء والجمع فى الصور التالية :
التقاء البحر المتوسط مع المحيط الأطلنتى
( نظرية طنجة )
التقاء خليج عمان مع الخليج العربى
( نظرية بحر الفرس )
مجمع خليج العقبة مع خليج السويس واجتمعهم فى
بحر واحد البحر الأحمر
( نظرية رأس محمد )
2- (فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا
فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً ) ) {61}
(ولفظ بلغا بلسان العرب بَلغَ الشيءُ يَبْلُغُ بُلُوغاً وبَلاغاً: أى وصَلَ وانْتَهَى اليه،
فحين وصل موسى وفتاه الى نقطة التقاء البحرين
ورأى بعينة من نقطة المشاهدة التقاء البحرين أطمئن انه وصل الى الموقع الذى
وصفه الله له عند مجمع
البحرين , ويعتقد أن يكون وصول موسى للموقع فجرا حتى
غلب عليه التعب فنام, وحدث ما حدث من معجزة الحوت وشاهد يوشع هذه المعجزة التى
تخرق قوانين الطبيعة وكان للحوت أن تسرب
من المكتل وسار الى البحر سربا
(فاتخذ سبيلَه في البحر سَرَباً)
، أَي سلك الحوت طريقاً له، لا يَحِـيدُ عنه وربما كانت عدة أمتار على اليابسة قبل
بلوغة المياة للتأكد فى عين يوشع المعجزة التى تغرق القانون المادى للطبيعة ويعتقد
أن يكون الممر المائى الذى سلكة الحوت وتسرب منه الى المياة الموقع المعروف (
بالخليج الخفى- برأس محمد ) انظرالصورالمرفقة
موقع
الممر المائى الذى يعتقد ان يكون الموقع الذى تسرب منه الحوت ( الخليج الخفى )
ملحوظة :
هذه المواقع بالصور مازالت موضوع دراسة جيولوجبة وتاريخية لاستكمال الدراسة
البحثية لاثبات نظرية رأس محمد
( فَلَمَّا
جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا
نَصَباً ) {62} 3-
وتجاوَز بهم الطريق لا تعنى بعد كبير للمسافة ، وفى صحيح اللغة وجاوَزَه جِوازاً: خَلَّفه.
وقوله تعالى: ( وجاوَزْنا ببني إِسرائيل البحر) وقيل جاوَزْتُ الشيء إِلى غيره وتجاوَزْتُه بمعنى أَي أَجَزْتُه .
وقوله تعالى: ( وجاوَزْنا ببني إِسرائيل البحر) وقيل جاوَزْتُ الشيء إِلى غيره وتجاوَزْتُه بمعنى أَي أَجَزْتُه .
فلما جاوز موسى نقطة القاء بعد استيقاظة فى صباح اليوم الثانى
لرحلتة قال لفتاه آتنا غدائنا وهنا مدلول لفظى أخر يوضح المعيار الزمنى فى الأحداث
اذ قال موسى آتنا غدائنا ولم يقل آتنا طعامنا والغداء هى الفترة الزمنية الممدة من
الظهيرة, وقيل: الغَداءُ
الطعامُ الذي يُؤْكَل أَوّلَ النهارِ، وجاء بالقاموس المحيط : الغُدْوَةُ، بالضمِّ: ما بينَ صلاةِ الفجرِ وطُلوعِ الشمسِ، وقوله
تعالى: "بالغُدُوِّ
والآصالِ" أي بالغَدَواتِ، فعبَّر بالفعل عن الوقت، كما يقال: أتيتك طلوع
الشمس، أي وقت طلوع الشمس.
وقول موسى لفتاه آتنا غدائنا يعنى أن هذا اول طعام يتناولة موسى اثناء رحلتة لمجمع البحرين ويتضح ذلك من قوله (لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً ) وهذا القول جاء بعد وصولهم لمجمع البحرين وفقدان الحوت ليلا وبعد تجاوز نقطة القاء أى بعد أحداث زمنية متتابعة ما يساعد على رسم خريطة زمنية للأحداث .
وقول موسى لفتاه آتنا غدائنا يعنى أن هذا اول طعام يتناولة موسى اثناء رحلتة لمجمع البحرين ويتضح ذلك من قوله (لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً ) وهذا القول جاء بعد وصولهم لمجمع البحرين وفقدان الحوت ليلا وبعد تجاوز نقطة القاء أى بعد أحداث زمنية متتابعة ما يساعد على رسم خريطة زمنية للأحداث .
4- ( قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي
نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ
وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً{63}
فى هذه الآيه الكريمة توصيف دقيق لصخرة الحوت قال يوشع لموسى
أتذكر حين أوينا الى الصخرة فأنى نسيت أن أخبرك بما حدث من الحوت من أيه عجيبة
غرقت قوانين الطبيعة
الصاد والخاء والراء كلمةٌ صحيحة، وهي تعنى الصَّخْرَة: الحَجَرالعظيم الصُّلْب والصخرة فى صحيح اللغة -
ولفظ أوينا
أى المأوَى: مكانُ كلِّ شيءٍ يُأوى
إليه ليلاً أو نهارا للحتماء من الأخطار وفيه سكن ومأوى وقوله تعالى ( إذْ أَوَى
الْفِتْيَةُ إلى الكَهْفِ ) الكهف 10 م
ما يعنى أن هذه الصخرة بها تجويف طبيعى اوكبيرة الحجم بحيث
تصلح للاحتماء والايواء بها حتى الصباح
وهذه الصخرة ( صخرة الحوت ) موضوع اكتشاف بالدراسة لاهميتها كا
شاهد أثارى طبيعى ولمكانتها العظيمة فى القرآن واحداث القاء ,واتخاذ موسى موسى
سبيلة فى البحرلا يعنى ركوبه وسيلة للابحار فى البحر بل تعنى سيره على شاطىء البحر
فى طريق عودة لصخرة الحوت ومتقصى لاثار اقدامهم واتخذ سبيلة فى البحر عجبا
والعجيب هوالنَّظَرُ إِلى شيءٍ غير مأْلوف ولا مُعتادٍ. وقوله تعالى
( أَكَانَ للناسِ عَجَباً) ( بل عَجِـبُوا أَنْ جاءهم مُنْذِرٌ منهم؛ وقال الكافرون:
إِنَّ هذا لشيءٌ عُجابٌ
5- ( قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى
آثَارِهِمَا قَصَصاً {64}
قال موسى لفتاه هذا هو مبتغى غايتنا وهذه هى العلامة التى
أخبره الله بها بفقد الحوت
فارتدا والارتداد الرجوع عن الشىء والعدول عنه
ويعتقد أن موسى ويوشع قد وقعو فى تيه شاطئية قريبة من صخرة
الحوت وهذه التيه الشاطيئة بها تفرعات مائية وشاطئية ويسهل ترك أثر للآقدام بها
نظرا لطبيعتها الرملية
وينطبق هذا التوصيف على المنطقة الواقعة عند
الشمال الشرقى قناة المنجروف والممدة حتى الساحل الغربى لرأس محمد ويحتمل ان تكون
واقعت تغيرات جيولوجية لهذه المنطقة خلال الف السنين الماضية انظر الصورالمرفقة
يعتقد أن تكون هذه منطقة التيه الشاطئية
فى الشمال الشرقى لقناة المنجروف لكثرة التفرعات المائية بها
ملحوظة : هذه المواقع بالصور
مازالت موضوع دراسة جيولوجبة وتاريخية لاستكمال الدراسة البحثية لاثبات نظرية رأس
محمد
وفى صحيح اللغة : وأَثَّرَ في الشيء: أى ترك فيه أَثراً, وقَصَّ آثارَهم يَقُصُّها قَصّا
وهو تتبع الأثر فى أى وقت ً ومعنى فارتدّا على آثارهما قَصَصاً أَي رَجَعا من الطريق الذي سلكاه
يَقُصّان الأَثر أَي يتّبعانه ؛
وهذه الأيه الكريمة سيتضح منها خط سير موسى ويوشع فى طريقهم
الى مجمع البحرين وكذا خط السير داخل محمية رأس محمد
وكما ذكر ان التحليل اللغوى لكلمة ارتد على اثارهم قصصا تعنى
تقصى اُثار الأقدام من فوق الرمال ما يعنى أن النبى موسى سلك طريق الشاطى الرملى
ما يفيد قدومة من المنطقة الصخرية ( الحافة الشرقية لرأس محمد ) ونظرا للطبيعة
الصخرية فى هذه المنطقة يصعب ترك أثار للأقدام عليها ما يؤكد تحديد خط سير النبى
موسى
كما أن المعيار الافظى للفظ (آثَارِهِمَا قَصَصاً ) فى هذه الآيه يستوجب الدراسة والتحليل
فلماذا يتقصى النبى موسى
أثار أقدامة فى طريق عودتة الى صخرة الحوت ؟
اذا افترضنا مثلا شخص يسير على شاطىء البحر منطلق من النقطة (
أ ) الى النقطة ( ب ) ثم أراد العودة الى
النقطة ( أ) سواء كان الشاطىء مستقيم او متعرج فهو فى هذه الحالة لا يحتاج لتقصى الأثر لانة
منطلق من نقطة الى نقطة على نفس الشاطىء وفى هذه الحالة فالشخص لا يحتاج لتقصى
أثار أقدامة للعودة للنقطة (أ)
الا اذا دخل فى تفرعات شاطئية تمثل له تيه فى طريق العودة ان
توغل فى أقصى جنوب رأس محمد عند أقرب نقطة لمجمع البحرين وليس أن يعودة أدراجة الى
الخلف شرقا أو غربا
وما يؤكد أن سير النبى موسى
كان على الشاطئ قولة تعالى (وَاتَّخَذَ
سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً) وتقصى
الأثر المذكور فى الآية يؤكد حتمية ان النبى موسى ويوشع دخلوا فى منطقة تيه شاطئية
تكثر فيها التفرعات المائية وهذه الوصف ينطبق جغرافيا على المنطقة الممددة من الشمال الشرقى لقناة المنجروف الى
الساحل الغربى لرأس محمد لكثرة وجود التفرعات بها , انظر الصورالمرفقة
صور فضائية للمنطقة التى يعتقد ان تكون منطقة التيه الشاطئية
الممتدة من شرق قناة المنجروف حتى الساحل الغربى لرأس محمد
ملحوظة : هذه المواقع بالصور
مازالت موضوع دراسة جيولوجبة وتاريخية لاستكمال الدراسة البحثية لاثبات نظرية رأس
محمد
خط سير نبى الله موسى ويوشع بن نون
الى رأس محمد :
تطرح هذه الدراسة ثلاث نظريات
لتحديد خط السير الى مجمع البحرين عند رأس محمد وبالدراسة المبدائية تم وضع ثلاث فرضيات لخط سير النبى موسى
ويوشع بن نون من المنظور الجغرافي والتاريخي
لتحديد نقطة الانطلاق الى مجمع البحرين والنظريات
الثلاث تستوجب الدراسة الميدنية والبحثية لتحديد مواقع الاستيطان البشرى بها خاصة وأن ذكر
الحوت فى سرد الأحداث يفيد أن جماعات بنى اسرائيل كانت مستوطنة بجوار الساحل
وتتغذى على صيد البحر:
1-
نقطة
الانطلاق من الساحل الغربى لسيناء بمحازة خليج السويس
2-
نقطة
الانطلاق من وسط سيناء ( هضبة التيه )
3-
نقطة الانطلاق من الساحل الشرقى لسيناء بمحازاة
خليج العقبة
النظرية الأولى :
نقطة الانطلاق من
السهل الساحلى لخليج السويس( جانب الطور الأيمن ) والسير بمحاذة الشاطى جنوب الى
رأس محمد أنظرالصورة ( أ)
( ( أ
النظرية الثانية :
نقطة الانطلاق من
هضبة التيه فى وسط سيناء ممرورا بالوديان والجبال ويمكن مشاهدة البحرين من الجنوب
من خلال الجبال المرتفعة حتى يجتمعان عند رأس محمد أنظرة الصورة( ب)
(
ب )
النظرية الثالثة
:
نقطة الانطلاق بمحاذة
ساحل خليج العقبة والقريبة من هضبة التيه وهى النظرية الأقوى لعدة عوامل جغرافية
وتاريخية أنظر الصورة ( ج )
( ج )
وهذه النظرية الأقوى بين النظريات الثلاث وذلك لجمعها لنظريتين
( ساحل العقبة – هضبة التيه ) ولعدة أسباب
1-
الطعام الذى تذوت به النبى موسى لرحلته ( الحوت ) يفيد أن جماعات بنى اسرائيل كانت
مستوطنة على ساحل البحر وتتغذى على صيد الأسماك
2- قرب ساحل العقبة من الأراضى المقدسة وبداية الانتشار فى
سيناء لسنوات التيه بعد رفض دخول الأرض
3- قرب ساحل العقبه من موقع هضبة التيه فى وسط سيناء والذى
يعتقد انه موقع الاحصاء والتجهيز العسكرى قبل رفض دخول الأرض وموقع بدايه التيهه
فى سيناء
Comments